ويزداد نفاذا، ومن رأى أن السلطان في مكان يكره فإنه حصول غم للسلطان وقيل للرائي، ومن رأى أن السلطان ابتلعته الأرض فتأويله على وجهين. قال بعضهم: تمكن في ملكه وثبات له. وقال آخرون: هم وغم وضيق، ومن رأى أن السلطان رقد عليه فلا خير فيه، ومن رأى أنه يكبس السلطان فان السلطان يستريح بسببه في أمر من الأمور ومن رأى أنه يتردد إلى السلطان فإنه نسج مودته وقيل حصول خير ومنفعة ومنصف ومن رأى أن أحدا من جماعة السلطان يتردد عليه في خير فتعبيره نظير ذلك، ومن رأى من يليق بالملك أنه ركب على كتف السلطان فإنه يتولى مكانه وإن لم يكن لائقا يحصل له ضرر وشهرة وسيئة، ومن رأى أن السلطان نائم في داره مستريحا فإن كان له حاجة عنده يقضيها، وقيل إن السلطان يحتاج له في أمر وقيل رؤيا السلطان العادل ما لم يكن فيه ما يشينه حصول مراد الدنيا والآخرة وهو جيد على كل حال.
(فصل: في رؤيا الأمراء) من رأى أحدا من الأمراء الكبار أنه انتقل إلى السلطنة وكان لائقا لذلك في الحس والمعنى فربما يصير كذلك وإن لم يكن مناسبا فهو حصول رفعة على كل حال، ومن رأى أنه صار أميرا كبيرا وكان لائقا به فإنه زيادة في أبهة وإن لم يكن لائقا فبلاء ومحنة، ومن رأى أحدا من الأمراء الكبار صار أميرا دون منزلته فلا خير في ذلك الأمير، ومن رأى أحدا من الأمراء أرباب الوظائف فتأويله على ما تقتضيه وظيفته وإن رأى أنه صار كذلك فتأويله