رأى مجلسا يحتوى على جماعة من العلماء وهو جالس بصدر المكان وليس هو أهلا لذلك فإنه يبتلى ببلية يذكرها الناس ويقبل قولهم فيه ويصدقون عليه وإن كان أهلا فهو زيادة علم ورفعة وإن كان المجلس انعقد بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على الدخول في أمر مهول عاقبته إلى خير وإن كان بسبب تدريس أو حديث أو فقه أو ما أشبه ذلك فهو حصول خير وبركة وقيل رحمة من الله تعالى وربما دل على شبه ذلك نحو أمانة وإن رأى أنه أحدث في مثل ذلك المجلس ما ينكر في اليقظة فإنه لا خير، فيه، ومن رأى أنه يقول وعظا أو يسمعه فإنه يؤول بحصول منفعة لقوله تعالى - وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين - ومن رأى أنه يذكر الناس وليس من أهله فإنه هم وغم وهو يدعو الله تعالى بالفرج والله أعلم بالصواب.
(الباب العاشر في رؤيا مكة المشرفة والمسجد الحرام وما هنالك من الأماكن الشريفة وكذلك المدينة الشريفة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والبيت المندس وما بينهما من الأماكن وأفعال الحج وغير ذلك مما يناسب المعنى).
(فصل: في رؤيا مكة حرسها الله تعالى) قال ابن سيرين من رأى أنه في مكة فإنه يزور الكعبة، ومن رأى أنه يتوجه إلى مكة بسبب التجارة لا للزيارة فإنه يكون حريصا على حب الدنيا وقيل زيادة رزق ونعمة، ومن رأى أنه في طريق مكة فان الله تعالى يرزقه الحج، ومن رأى أنه في مكة وهو مشتغل بالزهد والصلاح والعبادة يحصل له خير ومنفعة في دينه ودنياه، ومن رأى أنه مشتغل فيها بالشر والفساد فإنه ضد ذلك، وقال إسماعيل