فإنه عزو شرف، ومن رأى أنه يمشي في تراب فإنه يحصل مالا عاجلا وإن مشى في رمل فإنه في شغل شاغل وإن مشى على شوك وآلمه فإنه يصاب في بعض أهله ومن رأى أنه يمشي في طريق قاصدا مجتهدا فإنه على منهاج الحق والدين وشرائع الاسلام وربما دل على صلاح نفسه في دين أو دنيا ومن رأى أنه ضل عن الطريق أو زاغ عنها فإنه يضل عن الحق ومنهاج الصواب في دينه أو دنياه بقدر ما ضل عن الطريق فان أصاب الطريق بعد ما ضل أصاب صلاح نفسه وإن لم يصب الطريق تعسر ذلك عليه ومن رأى أنه متحير في طريقه فإنه متحير في طلبه وصلاح نفسه، ومن رأى أنه في طريق مختف لا يهتدى إليه فإنه يدل على بدعة في دينه أو على طلب عذر من أمره فان انفتح له الطريق أصاب رشدا ونال طلبه، ومن رأى أنه سلك طريقا مظلما فإنه ضلالة في دينه ومن رأى أنه يخرج من ظلام إلى نور فإنه يخرج من الضلالة إلى الهدى ومن رأى أنه يمشي في طريق فاعترض له ما يحول بينه وبين الطريق من حيوان أو جماد أو نبات فإنه قد بلغ آخر أمره ومطلبه واستقامة الطريق استقامة الدين ومن رأى أنه يمشي في الطريق فلا يتعب فإنه يدل على خلاص حقه ممن يتعين في وجهه فان تعب يكون خلاصه بصعوبة ومن رأى أن أحدا استدله من الطريق المستقيم إلى غيره فإن كان له على أحد دين فان المديون يحتال عليه ويسوقه فان لم يكن له دين على أحد فإنه يغويه إلى المعصية والخطأ ومن رأى أنه يمشي في طريق مظلم وأشكل عليه الطريق وهو يعتقد أنه على الاستقامة فإنه يرجى له الهداية
(٢١١)