إلى ما فيه صلاح فإن كان من أهله فإنه يقع في محنة في أول أمره ويحصل له الظفر والكفاية في آخر أمره. وقال جابر المغربي من رأى أنه تحول من صلاح إلى فساد فإنه غير محمود. ومن رأى بخلافه فإنه يدل على السعد والاقبال في الدين والدنيا وبلوغ الآمال (الباب الرابع عشر: في رؤيا القضاة والعلماء والفقهاء والشهود وما يناسب ذلك).
(فصل: في رؤيا القضاة) من رأى أنه صار قاضيا وهو يحكم بين الخلق ولم يكن أهلا لذلك قال ابن سيرين إذا لم يكن قاضيا ورأى ذلك يحصل له ضرر وبلاء ومحنة وعناء ويذهب ما بيده من مال وأثاث وإن كان في سفر تقطع الطريق عليه ويلقى تعبا ومشقة ويتلف ماله وإن كان عالما يليق بالقضاء فإنه يصير قاضيا وتستقيم أحواله وتنتظم أشغاله، وقال الكرماني من رأى أنه صار قاضيا معروفا أو رأى قاضيا معروفا فإنه دليل على الترقي إلى المنازل العلية والمراتب السنية. ومن رأى قاضيا مجهولا فان القاضي المجهول يؤول بالباري عزو جل ونفاذ حكمه لقوله تعالى - والله يحكم لا معقب لحكمه - وقوله تعالى - يقص الحق وهو خير الفاصلين -.
وقال جابر المغربي من رأى قاضيا وهو يحكم فتعبيره كما رآه. ومن رأى قاضيا وبيده ميزان فإنه يحكم بين الخلق بالحق ومن رأى قاضيا وهو ينظر إليه بعين العناية والشفقة ويلاطفه بلين الكلام فتعبيره التقرب بالعلماء وعلو الشأن.