ومن رأى أنه يعالج سيلا فإنه يعالج عدوا والظافر في الرؤيا ظافر في اليقظة لأنهما نوعان مختلفان، ومن رأى أن سيلا قد حال بينه وبين مقصده فإنه عكس وهم وعدم حصول مطلوب، ومن رأى أنه يخرج من سيل فإنه يخرج من هم، وقيل السيل عدو أو ملك جائر، ومن رأى أنه هرب من السيل فإنه نجاة من عدو لكن بخوف. وقال الكرماني السيل في المكان البارد مضرة وفى المكان الحار منفعة وسرور، ومن رأى أن سيلا قويا دخل مكانا فأخربه فإنه يؤول على هلاك أهل ذلك المكان لقوله تعالى - ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر - وقال جابر المغربي: من رأى أن السيول والمياه طفحت إلى أن غطت العالم فإنه حصول مصيبة وعقوبة لأهل ذلك المكان لقوله تعالى - فأرسلنا عليهم الطوفان - وربما دل السيل إذا خرب الأماكن على ظلم الملك وجوره، ومن رأى سيلا يجرى في مكان يقتضى جريان الماء فيها ولكن ليست عادته ذلك فإنه هم وغم وقال جعفر الصادق رؤيا السيل تؤول على أربعة أوجه عدو كبير أو ملك ظاهر أو عسكر غالب أو فتنة شديدة (فصل: في رؤيا البرك) وهي تؤول بالنسوة فمن رأى بركة مملوءة ماء فهي امرأة حسنة كاملة العقل والحشمة فان ملكها أو احتوى عليها أو شرب منها فإنه يتزوج بامرأة تنسب لذلك والسبح في البرك بمحمود وقال آخرون غير ذلك، ومن رأى أنه غطس في قاع بركة فإنه ينهمك على امرأة ويكون غاطسا في أمورها ما لم يحصل منها ضرر وربما دل الغرق في البركة على الهم والغم، ومن رأى بركة يبست فإنه يؤول بعكس ما مدحت به، ومن
(٣٤١)