(فصل: في رؤيا بيت المقدس والأرض المقدسة) من رأى أنه في الأرض المقدسة فإنه يدل على أنه يأمر بالمعروف وقيل تطهيره من ذنوب وقيل حصول بركة وربما تدل على العبادة، ومن رأى أنه في البيت المقدس فإنه يكون صاحب ديانة وأمانة وربما يحج وقيل أمن وسلامة، ومن رأى أنه مجاور فإنه قناعة، ومن رأى أنه يدخل باب الرحمة فإنه رحمة وإن رأى أنه بظاهره فلا خير فيه لقوله تعالى - فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب - الآية ومن رأى أنه بمكان له اسم معين أول من اشتقاق اسمه.
(رؤيا مدينة حبروم التي بها حرم الخليل عليه السلام) فهو حصول خير على كل حال وقيل رؤيا الأرض المقدسة أو البيت المقدس يؤول على أربعة أوجه بركة ومغفرة وقناعة وراحة (فصل: في أفعال الحج وغيره) من رأى أنه يجتهد في طلب الحج أو زيارة النبي عليه السلام أو بيت المقدس فإنه يطلب أمرا محمودا ويشكر على فعله لقوله عليه السلام " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مكة والمدينة وبيت المقدس " وقيل يكون قاصدا ثلاثة أمور قال بضعهم جلال في قدره وكمال في دينه وجمال في فعله لان النبي صلى الله عليه وسلم شبه مكة بالجلال والمدينة بالكمال والبيت المقدس بالجمال ومن رأى أنه يقصد السير إلى أحد الثلاث مساجد وأنه لا يستطيع إلى ذلك ولا قدرة له عليه فإن كان غنيا فإنه يفتقر وإن كان فقيرا فإنه يتعلق بأمر لا يقدر عليه، ومن رأى أن عنده شيئا من آلة الحجاج وقصد بذلك إقامة ترفه فإنه مجتهد في فعل