ومن رأى كأن الملائكة يلعنونه فإنه يؤول بفساد دينه وعدم اعتقاده، ومن رأى أحدا من الملائكة يصنع شيئا معروفا فإنه يؤول على حسن دين صاحب تلك الصنعة وسلوكه فيها وفى تلك الطريقة الحميدة، ومن رأى أنه صار ملكا فإنه عزو دولة ورفعة وظفر (فصل: في رؤيا الوحي) من رأى أنه أوحى إليه أو إلى غيره بأمر على لسان ملك معروف الهيئة لا يشك فيه فإنه يعبر على ستة أوجه: أولها ما يخبر به حق لقول النبي صلى الله عليه وسلم الدال معناه على ذلك. والثاني تفويض أمر إليه أو وصول خبر من السلطان على لسان واسطة ثم يعتبر الخبر ويعبر على ما يظهر مما قيل للرائي.
والثالث علو شأن وارتفاع مكان وعز وإقبال. والرابع زيادة في العلم وصلاح في الدين وسياسة في الأمور.
والخامس ربما يكون مضى من عمر الرائي أربعون سنة إذا كان مما يعبر عنه. والسادس قيل إنه كرامة من الله تعالى وعصمة (فصل: في رؤيا السماوات) من رأى أنه في السماء الأولى فإنه يدل على قرب أجله، ومن رأى أنه في السماء الثانية يحصل له علم وحكمة، ومن رأى أنه في السماء الثالثة يحصل له العز والاقبال في الدنيا، ومن رأى أنه في السماء الرابعة فإنه يتقرب إلى السلطان، ومن رأى أنه في السماء الخامسة يحصل له فزع وجزع، ومن رأى أنه في السماء السادسة يحصل له سعادة وجاه، ومن رأى أنه في السماء السابعة يحصل له جاه ونعمة وعلو قدر، ومن رأى أنه صعد إلى السماء ووجد بابها مغلوقا فلا خير فيه ويدل على عمله إما برياء أو نقص فيه