كتاب الإشارات في علم العبارات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق آدم من طين ثم نفخ فيه روحا ثم اصطفاه للرسالة كما اصطفى إدريس من بعده ونوحا، واتخذ إبراهيم خليلا، وموسى كليما وإسماعيل ذبيحا، ونصر هودا على عاد، وألان الحديد لداود ووسع لسليمان في الأرض روحا وسخر له ريحا وأيد صالحا بآياته، وهارون برسالاته، وجعل المسيح آية وروحا، ونجى يوسف من الجب وعلمه من تأويل الأحاديث فكان في أموره نجيحا وأسعف لقمان في الأنام وآتاه الحكمة في المنام فاستيقظ حكيما فصيحا وخص محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم بالحوض المورود وبوأه من الجنة مقعدا فسيحا وأنزل عليه في محكم كتابه العزيز - وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى - وجعل علم التعبير من العلوم الشرعية ولم
(٢)