لها حكم بمفردها لكونها قد تكون باللسان أو بالفعل أو بكليهما والقتال لا يكون إلا وقت حرب ولا يمكن أن يطلق على المضاربة باللسان لفظ قتال من رأى أنه ضارب إنسانا وبغى عليه وقذفه فان المبغى عليه يظفر بالباغي ما لم يكن لبغيه أثر ظاهر كما تقدم، وقال السالمي: من رأى أنه ضارب أحدا وبدأه بالقول الفاحش فإنه يقهره في أمر، ومن رأى أن جماعة يتضاربون سواء كان بالقول أو بالفعل على أمر دنيوي فإنهم في خسران مبين وإن كان أخرويا فإنهم يجتهدون في أمر معروف وقيل عن المذكورين جميعا إن الغالب مغلوب والمغلوب غالب إلا أن تكون طائفة تضاربت لأمور الدنيا وطائفة لأمور الآخرة فإنه يؤول كما تقدم في المنازعة.
(فصل: في رؤيا البغي والظلم) وقد تقدم الكلام أيضا على نبذه منه في الباب الثالث والعشرين لما اقتضاه الحال في ذلك.
وقال جاحظ المغربي من رأى أنه باغ فإنه مشرف على الزوال لان البغي له مصرع ومن رأى أن أحدا بغى عليه فإنه ينصر لقوله تعالى - ثم بغى عليه لينصرنه الله - والظلم أيضا تعبيره كذلك، وقال خالد الأصفهاني أولت بتوفيق الله رؤيا الظلم بعدم الافلاح لقوله: لا أفلح من ظلم وربما دل الظلم على الخراب وقد تقدم بقية الكلام أيضا على الظلم في الباب السابع عشر في فصل رؤيا الظلم. (فصل: في رؤيا أكل لحم الانسان) قال الكرماني من رأى أنه يأكل لحم انسان وكان لما يأكله أثر ظاهر فإنه يأكل من مال ذلك الانسان إن عرفه وإن لم يعرفه فهو