انسان يكون طبعه وخاصيته كثمر ذلك الشجر في الطعم والرائحة، ومن رأى أنه صعد شجرة محكمة عالية وهو يجد نفسه متمكنا عليها فإنه يؤول بعلو الشأن وحصول المراد وقال إسماعيل الأشعث رؤيا جميع الورق من تحت الشجر على أي وجه كان حصول مراد ومال وجمع ثمره أيضا حصول أولاد، ومن رأى أنه يملك أشجارا كثيرة وهي حاملة من جميع الثمار فإنه يؤول بالحياة الطيبة وعلو المنزلة وزيادة العمر والظفر بالأعداء. وقال جعفر الصادق رؤيا الأشجار تؤول على عشرة أوجه ملك وامرأة وتاجر ومبارزة وعالم ومؤمن وكافر وأعوان وخصومة ونفاق، وقيل شجر الكرم يؤول على خمسة أوجه منفعة وخسران ورجل مكار وخيلة وخصومة ومال بشبهة. وقال بعض المعبرين: ربما دلت الشجرة الباسقة المزهرة الحسنة على الكلمة الطيبة والشجرة التي بضد ذلك على الكلمة الخبيثة لقوله تعالى - ضرب الله مثلا كلمة طيبة - الآية - ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة - الآية.
(فصل: في رؤيا الثمار) وهي على أوجه وللمعبرين فيها اختلاف وسنذكر منها كل صنف على حدته ثم نأتي بجميع ذلك في آخر الفصل أما الرطب فقال الكرماني من رأى أنه ملك رطبا فإنه يملك رزقا ونعمة بتعب ومشقة وربما كان منفعة وسرورا يحصل له من قبل الأكابر وإن أكله فإنه يدل على حلاوة الايمان وانتظام أموره. وقال أبو سعيد الواعظ الرطب ولاية بلدة عامرة، ومن رأى أنه يأكل رطبا في غير وقته فإنه شفاء لقوله تعالى - وهزي إليك بجذع النخلة - الآية فأكلته بغير وقت فشفيت