من رأى أن مناديا ينادى في الناس عاما بأمر ظاهر وكلامه موافق للحكمة ويكون المنادى شيخا أو من الأموات أوله اسم يدل على الخير أو سميه من الصالحين أو يكون في مسجد أو في موضع بر أو نحوه فإنه يكون جميع ما قاله على الحقيقة وإن كان المنادى ليس فيه شئ من هذه الأوصاف فلا يقبلها الرائي. وقال بعضهم من سمع نداء وعرف المنادى وكان في الرؤيا ما يدل على الخير وعرف ما قاله المنادى من خير أو شر فإن كان المنادى ممن يقبل قوله في اليقظة فهو كما قال وإن لم يكن قوله مقبولا في اليقظة فلا تعبير في قوله وأما المنادى الذي ينادى على شئ يباع فإنه يدل على الكذب والشيطنة لقول بعض المتقدمين من أراد أن يعذب شيطانا فليعذب دلالا ومعنى الدلال المنادى وأما الأنين فلا خير فيه لما فيه من الضعف وقال ابن سيرين من رأى أنه يئن فإنه يدل على قضاء حاجة وحصول ظفر، وأما العناق ففيه وجهان من رأى أنه عانق أحدا وجعل يديه محتاطة به فإنه ظفر وإن احتاط المعانق به فليس ذلك بمحمود.
وقال أبو سعيد الواعظ المعانقة مخالطة ومحبة.
وقال الكرماني من رأى أنه عانق أحدا سواء كان حيا أو ميتا فإنه يدل على طول حياته وقال بعض المعبرين ربما دل العناق على الصلح أو قدوم غائب، وأما الوداع فقال أبو سعيد الواعظ من رأى كأنه يودع امرأته فإنه يطلقها، ومن رأى كأنه يودع أحدا فإنه يفارقه إما بموت أو بحياة أو بفاحشة وربما كان الموت للمودع. وقال الكرماني: من رأى أنه يودع قوما