شمس الدين حمرون الصفدي وغير ذلك، وأضفت إلى ذلك ما اتفق لي ولغيري من الرؤيا الصحيحة التي ظهرت كفلق الصبح فما اتفقوا عليه بينته بقول واحد وما اختلفوا فيه بينته وبينت تعبير كل واحد على حدة وما ظهر لي معناه أولته بدليل أو معنى واضح أشرت في أوله بقوله قال بعض المعبرين أو قال بعضهم. (فصل: في إيضاح أدلة تدل على أن علم الرؤيا له أصل في الشريعة) منها قوله تعالى - وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث - قال الواحدي هو تأويل الرؤيا وقوله تعالى - لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة - قال بعض المفسرين يعنى الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة قال الشهرزوري في شرحه للأربعين حديثا وكذا زين العرب في شرحه للمصابيح إن مدة ابتداء وحي الرسول عليه السلام إلى مفارقته الدنيا كانت ثلاثا وعشرين سنة وكانت ستة أشهر منها في أول الامر يوحى إليه مناما وهو نصف سنة فهي جزء من ستة وأربعين جزءا من جملة أيام الوحي لأنه عاش ثلاثا وستين سنة على أكثر الروايات وأوحى إليه بعد أربعين سنة ومنها قوله عليه الصلاة والسلام " ومن لم يؤمن بالرؤيا الصالحة لم يؤمن بالله واليوم الآخر " ومنها قوله عليه الصلاة والسلام " لم يبق من النبوة إلا المبشرات قال الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له " ومنها قوله عليه الصلاة والسلام " أصدقكم حديثا أصدقكم رؤيا وإذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن " ولا ينبغي لاحد أن يكذب في رؤياه ويزعم أنه رأى غير ما رأى فان الرؤيا وحي يوحيه الله له في المنام
(٥)