قال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة: 8 / 99: (ثم اعلم أن العامة قد رووا في أخبارهم أن القرآن قد نزل على سبعة أحرف كلها شاف واف، وادعوا تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله، واختلفوا في معناه إلى ما يبلغ أربعين قولا، أشهرها الحمل على القراءات السبع. وقد روى الصدوق قدس سره في كتاب الخصال بإسناده إليهم عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني آت من الله عز وجل يقول إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت يا رب وسع على أمتي، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف.
وفي هذا الحديث ما يوافق أخبار العامة المذكورة، مع أنه عليه السلام قد نفى ذلك في الأحاديث المتقدمة وكذبهم في ما زعموه من التعدد، فهذا الخبر بظاهره مناف لما دلت عليه تلك الأخبار والحمل على التقية أقرب فيه). انتهى.
وقال المحقق الهمداني في مصباح الفقيه: 2 / 274: (والحق أنه لم يتحقق أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ شيئا من القرآن بكيفيات مختلفة، بل ثبت خلافه فيما كان الاختلاف في المادة أو الصورة النوعية التي يؤثر تغييرها في انقلاب ماهية الكلام عرفا، كما في ضم التاء من أنعمت، ضرورة أن القرآن واحد نزل من عند الواحد كما نطقت به الأخبار المعتبرة المروية عن أهل بيت الوحي والتنزيل، مثل ما رواه ثقة الإسلام الكليني بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن القرآن واحد من عند الواحد ولكن الاختلاف يجئ من قبل الرواة! وعن الفضيل بن يسار في الصحيح قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الناس يقولون نزل القرآن على سبعة أحرف، فقال كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد. ولعل المراد بتكذيبهم تكذيبهم بالنظر إلى ما أرادوه من هذا القول مما يوجب تعدد القرآن، وإلا فالظاهر كون هذه العبارة صادرة عن النبي صلى الله عليه وآله بل قد يدعى