المسألة: 102 تشكيكهم في سورتي المعوذتين، وعدم قطعهم بأنهما من القرآن!
كان النبي صلى الله عليه وآله يهتم اهتماما خاصا بولديه الحسن والحسين صلى الله عليه وآله ويعوذهما بكلمات الله تعالى لدفع الحسد والشر عنهما، وكان يفعل ذلك عمدا أمام الناس لتركيز مكانتهما في قلوب المسلمين، والتأكيد على أنهما بقيته وسبطاه وامتداده في الأمة، كما كان إسحاق وإسماعيل بقية إبراهيم وامتداده صلى الله عليه وآله!
وبعد نزول المعوذتين كان يعوذهما بهما!
وهذا كل ذنب المعوذتين الذي حاولوا لأجله نفيهما من القرآن، ووضعوا ذلك في رقبة عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب! ولنر قصتهما:
روى أحمد: 5 / 130: (عن زر قال قلت لأبي: إن أخاك يحكهما من المصحف فلم ينكر! قيل لسفيان: ابن مسعود؟! قال: نعم، وليسا في مصحف ابن مسعود.
كان يرى رسول الله (ص) يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شئ من صلاته، فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه، وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه).
وروى نحوه ابن ماجة لكنه لم يذكر الحسن والحسين، قال في: 2 / 1161: (عن أبي سعيد قال: كان رسول الله (ص) يتعوذ من عين الجان ثم أعين الإنس، فلما نزل المعوذتان أخذ بهما وترك ما سوى ذلك). (ورواه الترمذي: 3 / 267 وكنز العمال: 7 / 77). ورواه في كنز العمال: 2 / 261 و: 10 / 108، عن عمر بن الخطاب، قال: (إن النبي (ص) كان يعوذ حسنا وحسينا يقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة). انتهى.