المسألة: 66 من هما المخاطبان بقوله تعالى: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد)؟
قال الله تعالى: (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد. ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد. وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد. وقال قرينه هذا ما لدي عتيد. ألقيا في جهنم كل كفار عنيد. مناع للخير معتد مريب. الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد. قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد. قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد. ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد. يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد). (سورة ق: 17 - 30) قال أكثر مفسريهم إن المخاطب ب (ألقيا) شخص مفرد، وهو القرين، أو مالك خازن النار، وأن الأمر جاء بصيغة المثنى للتأكيد، كما تقول (ألق، ألق)! وقالوا إن العرب تستعمل المثنى للمفرد.
وهو ادعاء باطل لا شاهد له من كلام العرب، وهو يتنافى مع مصداقية النص القرآني الدقيق دائما، خاصة أنه تعالى كرر التثنية فقال: (فألقياه في العذاب الشديد). ولا حجة فيما استشهدوا له بخطاب الشعراء للمثنى كقولهم يا صاحبي وهم يقصدون صاحبا واحدا، وقول امرئ القيس: (قفا نبك من ذكرى خليل ومنزل) فإن للشعر ضروراته، ولم يأتوا من غير الشعر بمثال مقنع، وروايتهم قول الحجاج: (يا حرسي اضرب عنقه) إما مخترعة، أو أنه ثنى الضمير لأن عنده اثنين يقتلان الناس فالمثنى موجود في ذهنه!
ولهذا احتاج الحسن البصري أن يقول: أصل ألقيا (ألقين) فالألف فيها بدل نون التوكيد.. الخ. وهو تمحل آخر بلا دليل للتخلص من المخاطب المثنى!