ولكن لهم رحم أبلها ببلاها، يعني أصلها بصلتها. قال أبو عبد الله (أي البخاري) ببلاها كذا وقع، وببلالها أجود وأصح، وببلاها لا أعرف له وجها. (وروى نحوه مسلم: 1 / 133 والترمذي: 5 / 19 والنسائي: 6 / 248 - 250 وأحمد: 2 / 360 و 519).
عمل المعروف ينجي الكفار من النار.. إلا أبا طالب!
كما توجد أحاديث تدل على أن من يقدم شربة لنبي من الأنبياء، أو خدمة بسيطة لمؤمن من المؤمنين، تشمله الشفاعة، فكيف بأبي طالب الذي نذر كل وجوده وأولاده وعشيرته لنصرة النبي صلى الله عليه وآله ورسالته، وتحمل أذى قريش ومكائدها وتهديدها؟ ففي ابن ماجة: 2 / 496: (عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): يصف الناس يوم القيامة صفوفا، وقال ابن نمير أهل الجنة، فيمر الرجل من أهل النار على الرجل فيقول: يا فلان أما تذكر يوم استسقيت فسقيتك شربة؟ قال فيشفع له. ويمر الرجل فيقول: أما تذكر يوم ناولتك طهورا؟ فيشفع له. قال ابن نمير ويقول: يا فلان أما تذكر يوم بعثتني في حاجة كذا وكذا فذهبت لك؟ فيشفع له). انتهى.
وفي الدر المنثور: 2 / 249: عن ابن مسعود قال قال رسول الله (ص) في قوله: فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، قال: أجورهم يدخلهم الجنة، ويزيدهم من فضله الشفاعة فيمن وجبت لهم النار، ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا). انتهى.
لكن جواب علماء السلطة حاضر، وهو أن أبا طالب مجرم كبير مثل أبي لهب وأبي جهل وفراعنة قريش الذين كذبوا النبي صلى الله عليه وآله وتآمروا لقتله! ولذلك لا تؤثر فيه الشفاعة إلا بنقله من قعر جهنم إلى الضحضاح!!
فحماة الأنبياء في منطق السلطة كأعداء الأنبياء عليهم السلام، بل أسوأ حالا!