حدثنا عبد الأعلى بن الحكم الكلابي قال: أتيت دار أبي موسى الأشعري فإذا حذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري فوق إجار، فقلت: هؤلاء والله الذين أريد، فأخذت أرتقي لهم فإذا غلام على الدرجة فمنعني أن أرتقي إليهم فنازعته حتى التفت إلي بعضهم فأتيتهم حتى جلست إليهم، فإذا عندهم مصحف أرسل به عثمان فأمرهم أن يقيموا مصاحفهم عليه، فقال أبو موسى: ما وجدتم في مصحفي هذا من زيادة فلا تنقصوها، وما وجدتم من نقصان فاكتبوه فيه! فقال حذيفة: فكيف بما صنعنا؟! والله ما أحد من أهل هذا البلد يرغب عن قراءة هذا الشيخ يعني ابن مسعود، ولا أحد من أهل اليمن يرغب عن قراءة هذا الآخر يعني أبا موسى.
وكان حذيفة هو الذي أشار على عثمان أن يجمع المصاحف على مصحف واحد!) انتهى.
ويبدو أن محل هذه الحادثة البصرة مركز ولاية أبي موسى الأشعري، ولا بد أن حذيفة ذهب خصيصا لمصادرة مصحف أبي موسى! وأن عبد الله بن مسعود كان زائرا، لقول حذيفة فيها (من أهل هذا البلد) وهو يدل على أن أهل البصرة غير اليمانيين كانوا يقرؤون بقراءة ابن مسعود، واليمانيين بقراءة أبي موسى! ولو كانت الحادثة في المدينة لما صح ذلك لأن أهلها كانوا يقرؤون بقراءة أبي!
ويظهر من كلام أبي موسى أنه سلم نسخته إلى حذيفة خوفا من عثمان ومنه، رغم إضافاتها العزيزة على قلبه! ولابد أنهم أتلفوا نسخته وخلصوا الأمة الإسلامية من زياداتها السامرية، كما خلصوها من زيادات عمر وتنقيصاته، وفتنة أحرفه السبعة.. جزاهم الله خيرا.