المسألة: 8 حديث الأعرابي الذي استندوا إليه في التجسيم زعم ابن تيمية أن الله تعالى موجود في جهة مكانية، وتشبث بحديث أبي رزين العقيلي أن الله تعالى كان قبل خلق الخلق في عماء تحته هواء وفوقه هواء! فقد روى أحمد: 4 / 11: عن وكيع، عن عمه أبي رزين قال: (قلت يا رسول الله أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء)!! (ورواه في: 4 / 12، وابن ماجة: 1 / 64 / 181 والترمذي: 4 / 351 / 5109، والطبراني في المعجم الكبير: 19 / 207، وغيرهم).
وقد رد علماء الجرح والتعديل هذا الحديث، ولكن ابن تيمية تمسك به، واستشهد به في كتبه أكثر من ثلاثين مرة!
قال في كتابه الاستقامة ص 126: (وقال له أبو رزين العقيلي: أين كان ربنا قبل أن خلق السماوات والأرض؟ قال: في عماء، ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء. ومن نفى الأين عنه يحتاج إلى أن يستدل على انتفاء ذلك بدليل)!!
وقال في تأويل مختلف الحديث ص 206: (ونحن نقول إن حديث أبي رزين هذا مختلف فيه، وقد جاء من غير ذا الوجه بألفاظ تستشنع أيضا، والنقلة له أعراب)!!
وقد اضطر الألباني إلى تضعيفه في ضعيف ابن ماجة ص 17 رقم 181، ولكنه في الوقت نفسه كتب إيمانه به حتى لا يغضب عليه من يقدسون ابن تيمية!
قال الألباني: (ضعيف. ظلال الجنة / 612. مختصر العلو / 193، 250. ثم نقض ذلك في هامشه فقال: العماء: السحاب. قال العلماء: هذا من حديث الصفات، فنؤمن به من غير تأويل ولا تشبيه، ونكل علمه إلى عالمه)!!