المسألة: 79 وهل يبقى عندكم تواتر لنص القرآن؟
يجب أولا أن نطمئن المسلمين من جميع المذاهب والاتجاهات، إلى أن هذه الأمة المباركة امتازت عن غيرها من الأمم فيما امتازت بكتاب الله عز وجل، حيث لا يوجد على وجه الأرض كتاب سماوي محفوظ النسخة جيلا عن جيل، وحرفا بحرف، غير القرآن!
وأن الأحاديث في مصادر هذه الطائفة أو تلك، التي توهم وقوع التحريف فيه ليس لها قيمة علمية ولا عملية، مهما كانت أسانيدها.. لأن الله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه وجعل أقوى وسيلة لضمانة قوة نصه الذاتية، ثم المحافظين عليه من أهل بيت النبوة عليهم السلام.
إن القرآن كلام الله تعالى، وهي حقيقة تفاجئ كل منصف يقرأ القرآن فيقف عندها الذهن، ويتفكر فيها العقل، ويخشع القلب لجلالها.
يجد نفسه أمام متكلم فوق البشر، وأفكار أعلى من أفكارهم، وألفاظ ومعان انتقاها العليم الحكيم، وصاغها بعلمه وقدرته وحكمته!
يجد أن نص القرآن متميز عن كل ما قرأ وسمع، وكفى بذلك دليلا على سلامته من تحريف المحرفين وتشكيك المشككين.
إن القوة الذاتية لنص القرآن هي أقوى سند لنسبته إلى الله تعالى، وأقوى ضمان لإباء نسيجه عما سواه، ونفيه ما ليس منه!
فقد جعله الله أشبه بطبق من الجواهر الفريدة، إذا وضع بينها غيرها انفضح! وإذا أخذ منها شئ إلى مكان آخر، نادى بغربته حتى يرجع إلى طبقه!