بعض، فبلغ ذلك عثمان فقام خطيبا فقال: أنتم عندي تختلفون وتلحنون، فمن نأى عني من الأمصار أشد اختلافا وأشد لحنا! فاجتمعوا يا أصحاب محمد فاكتبوا للناس إماما) انتهى.
أما ما رواه أحمد عن فزع أهل الكوفة إلى ابن مسعود وتسكينه لهم، فهو يعبر عن سياسة عمر، ولعل القضية كانت في عهد عمر!
قال أحمد: 1 / 445: (عن عثمان بن حسان، عن فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف فدخلنا عليه فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين ولكن جئناك حين راعنا هذا الخبر! فقال: إن القرآن نزل على نبيكم (ص) من سبعة أبواب على سبعة أحرف أو قال حروف وإن الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد).
كانت مشكلة وأزمة خطيرة إذن، شملت التلاميذ ومعلميهم في مكاتب القرآن، والمصلين في المساجد، وحكام الأمصار والمجاهدين في جيوش الفتح، بسبب فتنة أحرف عمر السبعة! وكان علاجها الوحيد تدوين القرآن على حرف واحد وجمع المسلمين عليه، ورمي مقولة عمر في السلة!
حذيفة يحمل بأمر علي عليه السلام لواء توحيد القرآن قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: 42 / 457: (قالت بنو عبس لحذيفة إن أمير المؤمنين عثمان قد قتل فما تأمرنا؟ قال آمركم أن تلزموا عمارا. قالوا: إن عمارا لا يفارق عليا! قال: إن الحسد أهلك الجسد! وإنما ينفركم عن عمار قربه من علي؟! فوالله لعلي أفضل من عمار أبعد ما بين التراب والسحاب، وإن عمارا لمن الأخيار. وهو يعلم أنهم إن لزموا عمارا كانوا مع علي).