المسألة: 50 لماذا تردون الأحاديث الصحيحة في تفسير المقام المحمود لنبينا صلى الله عليه وآله بالشفاعة وتفسرونه بالإسرائيليات؟!
قال الله تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) (سورة الإسراء: 79)، وقد فسره أهل البيت عليهم السلام بأنه مقام رئاسة المحشر والشفاعة.
قال الصدوق في (التوحيد) ص 255 - 262 في حديث عن أمير المؤمنين عليه السلام:
(ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمد صلى الله عليه وآله وهو المقام المحمود، فيثني على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله، ثم يثني على الملائكة كلهم فلا يبقى ملك إلا أثنى عليه محمد صلى الله عليه وآله، ثم يثني على الرسل بما لم يثن عليهم أحد قبله، ثم يثني على كل مؤمن ومؤمنة، يبدأ بالصديقين والشهداء ثم بالصالحين، فيحمده أهل السماوات والأرض، فذلك قوله: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا، فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حظ، وويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب). انتهى.
أما السنيون فكانوا قبل أن تقوى شوكة الحنابلة موافقين لمذهب أهل البيت عليهم السلام، قال الرازي في تفسيره: 11 جزء 21 / 31: قال الواحدي: أجمع المفسرون على أنه (أي المقام المحمود) مقام الشفاعة). انتهى. وهو ما يفهم من رواية البخاري: 5 / 228 و: 8 / 184، وابن ماجة: 1 / 239، وهو صريح: 4 / 365 رواية الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص) في قوله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) وسئل عنها قال: هي الشفاعة). انتهى.
لكن الحنابلة فقد ردوا هذه الأحاديث الصحيحة وأشربوا في قلوبهم حب