المسألة: 58 من صبغ شعره بالأسود، هل يستحق جهنم؟!
ألهم الله تعالى عبد المطلب عدة سنن وتشريعات فعمل بها وعممها ما استطاع، وعندما بعث الله حفيده صلى الله عليه وآله جعلها جزءا من الدين. منها الطواف حول البيت سبعة أشواط، ودية القتيل ألف ناقة، والقسامة على القوم المتهمين بالقتل، وغيرها.
ومنها سنة الخضاب بالسواد خلافا لليهود، وخلافا للخضاب بالأحمر والأصفر أي بالحناء والورس الذي كانت تستعمله العرب. وقد نص السهيلي في الروض الأنف: 1 / 7 كما نقله في المجموع: 18 / 254، أن أول من خضب بالسواد من العرب عبد المطلب.
وقد أقر الإسلام سنة الخضاب بالسواد وجعلها مستحبة، ولم يحرم الخضاب بغيرها، بل لم يوجب في الأصل تغيير لون الشيب، وإنما جعله مستحبا في بعض الحالات.
روى الكليني في الكافي: 6 / 481: (عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخل قوم على الحسين بن علي صلوات الله عليهما فرأوه مختضبا بالسواد فسألوه عن ذلك، فمد يده إلى لحيته ثم قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في غزاة غزاها أن يختضبوا بالسواد ليقووا به على المشركين).
وفي الكافي: 6 / 480: (عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فنظر إلى الشيب في لحيته فقال النبي صلى الله عليه وآله: نور، ثم قال: من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة).
قال فخضب الرجل بالحناء ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فلما رأى الخضاب قال: