المسألة: 62 هل تؤمنون برب يعبث ويلغو في قوله وفعله؟
روى البخاري: 2 / 72: (عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار، إلا تحلة القسم). (ورواه في: 7 / 224. ومسلم: 8 / 39 وفيه (فتمسه النار) وابن ماجة: 1 / 512 والنسائي: 4 / 22 و 25 بعدة روايات وفي بعضها: فتمسه النار. والترمذي: 2 / 262 وأحمد: 2 / 240 و 276 و 473 و 479 والبيهقي في سننه: 4 / 67 و: 7 / 78 ومجمع الزوائد: 1 / 163 و: 5 / 287 وكنز العمال: 3 / 284 و 293 و: 4 / 323 و: 10 / 216 والدر المنثور: 4 / 280 وفي عدد من رواياته: تمسه النار. وفي عدد آخر: يلج النار، وفي أكثرها (تحلة القسم).
ومقصودهم بالقسم قوله تعالى: (وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين). (سورة هود: 119) وقوله تعالى: (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين). (سورة السجدة: 13) فيكون المعنى أن هذا الوالد الذي خسر أولاده الثلاثة يستحق الجنة لكن يجب عليه أن يدفع ضريبة يمين الله تعالى، ويدخل النار لمدة قليلة، حتى لا يكون الله حانثا بقسمه!
وفكرة تحلة القسم فكرة يهودية، تقول إن الله تعالى وعد يعقوب أن لا يعذب أولاده إلا (تحلة القسم) (تفسير كنز الدقائق: 2 / 47) فالله تعالى عندهم مثل حاكم دنيوي بنى سجنا وأقسم أن يملأه من المجرمين، ولما وجد أنه كبير لم يمتلئ بالمجرمين الموجودين، أمر شرطته أن يقبضوا على الناس من الشارع ويضعوهم في السجن حتى يملأه ويفي بيمينه، ولا يكون كاذبا حانثا!
ولكنه منطق يرفضه العقل والقرآن لمنافاته لقوانين الحق والعدل الإلهي