المسألة: 53 ما قولكم في شفاعات عمر المخترعة؟!
ما هو موقفك إذا قال لك شخص: اليوم مات فلان المجرم الظالم القاتل، فتعال لندخله الجنة! فقلت له كيف؟! فقال: نقف في طريق جنازته ونقول عندما يمرون بها: رحمه الله كان عبدا صالحا، فيقبل الله شهادتنا ويصير المجرم من أهل الجنة!!
أو قال لك: اليوم مات فلان المؤمن الزاهد العابد فتعال لندخله النار فنقف في طريق جنازته ونقول عندما تمر: لعنه الله كان رجلا سيئا، فيقبل الله شهادتنا ويصير المؤمن من أهل النار!!
لاشك أنك تضحك على عقله وتقول له: إنك تهزأ وتهرق وتسخر بالله تعالى فتتصور أنه مثلك يهزأ ويلعب، كما وصف اليهود معبودهم!
لكن منطق اليهود هذا وسخريتهم بأنفسهم وربهم، تبناه عمر بن الخطاب وروته صحاحهم مع الأسف!
قال البخاري في صحيحه: 2 / 100: (عن أبي الأسود قال: قدمت المدينة وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب فمرت بهم جنازة فأثنى على صاحبها خيرا فقال عمر: وجبت. ثم مر بأخرى فأثنى على صاحبها خيرا، فقال عمر: وجبت. ثم مر بالثالثة فأثنى على صاحبها شرا، فقال: وجبت. فقال أبو الأسود فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي (ص): أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة، فقلنا وثلاثة قال: وثلاثة. فقلنا واثنان قال: واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد)!