وقال في مسالك الأفهام: 2 / 248: (قوله: والجراد في معنى الصيد. لا خلاف في ذلك عندنا. وإنما نبه على خلاف الشافعي، حيث ذهب إلى أنه من صيد البحر، لأنه يتولد من روث السمك)!
أهل البيت عليهم السلام يقفون في وجه كعب وثقافته اليهودية تقدم في المسألة الأولى من هذا الكتاب استنكار علي عليه السلام في مجلس عمر أساطير كعب الأحبار اليهودية عن الله تعالى وأنه كان قبل خلق الخلق يجلس على صخرة بيت المقدس...! فقال له:
(غلط أصحابك وحرفوا كتب الله وفتحوا الفرية عليه!
يا كعب ويحك! إن الصخرة التي زعمت لا تحوي جلاله ولا تسع عظمته، والهواء الذي ذكرت لا يحوز أقطاره، ولو كانت الصخرة والهواء قديمين معه لكان لهما قدمته وعز الله وجل أن يقال له مكان يومى إليه، والله ليس كما يقول الملحدون ولا كما يظن الجاهلون، ولكن كان ولامكان بحيث لا تبلغه الأذهان، وقولي (كان) عجز عن كونه وهو مما علم من البيان يقول الله عز وجل (خلق الإنسان علمه البيان) فقولي له (كان) مما علمني من البيان لأنطق بحججه وعظمته، وكان ولم يزل ربنا مقتدرا على ما يشاء محيطا بكل الأشياء، ثم كون ما أراد بلا فكرة حادثة له أصاب.... الخ.) ونورد هنا رد الإمام الباقر عليه السلام على أفكار كعب التي أفشاها عمر في ثقافة المسلمين! ففي الكافي: 4 / 239: (عن زرارة قال كنت قاعدا إلى جنب أبي جعفر وهو محتب مستقبل الكعبة، فقال: أما إن النظر إليها عبادة، فجاءه رجل من بجيلة يقال له عاصم بن عمر فقال لأبي جعفر: إن كعب الأحبار كان يقول: إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة، فقال أبو جعفر: فما تقول فيما قال كعب؟ فقال: صدق، القول ما قال كعب!