المسألة: 45 الشفاعة يوم القيامة حقيقية وليست شكلية مكن تقريب الشفاعة إلى الذهن بأنها (قاعدة الاستفادة من الدرجات الإضافية) كأن يقال للطالب الذي حصل على معدل عال: يمكنك أن تستفيد من النمرات الإضافية على معدل النجاح، فتعطيها إلى أصدقائك، الأقرب فالأقرب من النجاح.
ولنفرض أن الانسان يحتاج للنجاة من النار ودخول الجنة إلى 51 درجة (من رجحت حسناته على سيئاته)، فالذي بلغ عمله 400 درجة مثلا يسمح له أن يوزع 349 درجة على أعزائه، ولكن ضمن شروط، بأن يكونوا مثلا من أقربائه القريبين، وأن يكون عند أحدهم ثلاثين درجة فما فوق، وذلك لتحقيق أفضل استفادة وأوسعها من الدرجات الإضافية.
وقد نصت بعض الأحاديث عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على أن شفاعة المؤمن تكون على قدر عمله، ففي مناقب آل أبي طالب: 2 / 15: عن الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى: (وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون)، قال: ذلك النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام يقوم على كوم قد علا الخلايق فيشفع، ثم يقول: يا علي إشفع، فيشفع الرجل في القبيلة، ويشفع الرجل لأهل البيت ويشفع الرجل للرجلين على قدر عمله. فذلك المقام المحمود). انتهى. وروت في مصادر السنة شبيها به أيضا.
وبما أن درجات الملائكة والأنبياء والأوصياء عليهم السلام ودرجات المؤمنين متفاوتة وأعظمهم عملا وأعلاهم درجة نبينا صلى الله عليه وآله فليس غريبا أن يكون أعظمهم شفاعة عند الله تعالى.