تواتره، ولكنهم حرفوها عن موضعها وفسروها بآرائهم، مع أن في بعض رواياتهم إشارة إلى أن المراد بالأحرف أقسامه ومقاصده، فإنهم على ما حكي عنهم رووا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف: أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل. ويؤيده ما روي من طرقنا عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كل قسم منها كاف شاف، وهي أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص..... فظهر مما ذكرنا أن الاستشهاد بالخبر المزبور لصحة القراءات السبع وتواترها عن النبي صلى الله عليه وآله في غير محله. وكفاك شاهدا لذلك ما قيل من أنه نقل اختلافهم في معناه إلى ما يقرب من أربعين قولا!).
وقال السيد الخوئي في مستند العروة: 14 / 474: (هذا، وحيث قد جرت القراءة الخارجية على طبق هذه القراءات السبع لكونها معروفة مشهورة، ظن بعض الجهلاء أنها المعني بقوله صلى الله عليه وآله على ما روي عنه، إن القرآن نزل على سبعة أحرف، وهذا كما ترى غلط فاحش، فإن أصل الرواية لم تثبت، وإنما رويت من طريق العامة، بل هي منحولة مجعولة كما نص الصادق عليه السلام على تكذيبها بقوله: كذبوا أعداء الله! نزل على حرف واحد). انتهى.
وقال السيد الخوئي في البيان ص 180: بعد إيراد روايات السبعة أحرف: (وعلى هذا فلا بد من طرح الروايات، لأن الالتزام بمفادها غير ممكن. والدليل على ذلك:
أولا: أن هذا إنما يتم في بعض معاني القرآن، التي يمكن أن يعبر عنها بألفاظ سبعة متقاربة....