المسألة: 75 علي عليه السلام يحرك عثمان لتخليص المسلمين من بدعة عمر!
كان علي عليه السلام يضغط على عمر لكي تعتمد الدولة نسخة واحدة من القرآن، ولم يسمع عمر نصيحته، بل أجاز قراءة القرآن بأشكال مختلفة، محتجا بأنه نزل على سبعة أحرف، وأنه مشغول بجمعه!
ولم تمض سنوات حتى سبب عمل عمر تفاوتا بين مصاحف الصحابة، ومصاحف أهل المدينة والشام والعراق واليمن، واختلف فيه الصبيان عند الكتاتيب والمعلمين، واختلف الناس في الأمصار، حتى وصل الاختلاف إلى الجيش العراقي والجيش الشامي اللذين كانا في فتح أرمينية بقيادة حذيفة بن اليمان، فكفر بعضهم بقرآن بعض وكاد يقع بينهم قتال، فاستكبر ذلك حذيفة وقصد المدينة وأصر مع علي عليه السلام على عثمان أن يوحد نسخة القرآن قبل أن تصير متعددة كإنجيل النصارى، وواصلا سعيهما حتى تمت كتابة المصحف المعروف بمصحف عثمان!
وخير شهادة لدور علي عليه السلام العظيم في ذلك ما قاله عبد الله بن الزبير العدو اللدود لعلي وبني هاشم، والذي بلغ من كرهه لهم أنه ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله في خطبه في مكة فعوتب على ذلك فقال: إن هذا الحي من بني هاشم إذا سمعوا ذكره أشر أبت أعناقهم، وأبغض الأشياء إلي ما يسرهم! وفي رواية: إن له أهيل سوء... الخ! (الصحيح من السيرة: 2 / 153، عن العقد الفريد: 4 / 413 ط دار الكتاب العربي، وأنساب الأشراف: 4 / 28، وغيرهما).
يقول ابن الزبير كما يروي عنه عمر بن شبة في تاريخ المدينة: 3 / 990: