المسألة: 32 النبي صلى الله عليه وآله سيد الأحياء عند ربه وهو ينفع حيا وميتا من الإشكالات عليهم أن المسلم الذي يدافع عن بيته وماله فيقتل فهو حي عند ربه يرزق بنص القرآن، بقوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون). (سورة آل عمران: 169) فكيف تجعلون النبي صلى الله عليه وآله الذي هو أفضل الخلق ميتا لا يسمع ولا ينفع من يتوسل به إلى ربه، لأنه لا يستطيع أن يدعو له؟!
وأصل مشكلة هؤلاء المشايخ أنهم ينقصون من مقام النبي صلى الله عليه وآله ولا يفهمون شخصيته الربانية المقدسة، لغلظة أذهانهم وغلبة التفكير المادي عليهم!
فهم يتصورون أن النبي صلى الله عليه وآله إذا مات فقد انقطع عن الدنيا، فكأنهم غربيون لا يؤمنون بعالم الغيب والروح، ولا بحياة الشهداء عند ربهم، ولا يستوعبون أن الأنبياء عليهم السلام أحياء عند ربهم بحياة أعلى من حياة الشهداء.
والعجيب فيهم أنهم يغمضون أعينهم عن الأحاديث الشريفة الصحيحة الصريحة في حياة نبينا صلى الله عليه وآله وأن سلامنا يبلغه، وأنه يرد الجواب على من سلم عليه، وأن صلاتنا عليه تبلغه، وأعمالنا تعرض عليه!
وينسون أن الله تعالى أمرنا بآية صريحة في كتابه أن نأتي إليه صلى الله عليه وآله ونستغفر الله عنده ونطلب منه أن يستغفر لنا، فقال: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) (سورة النساء: 64) وهو أمر عام لكل عصر، ومطلق لحياة النبي صلى الله عليه وآله أو بعد وفاته، وتخصيصه بحياته تحكم بلا دليل.
قال الصديق المغربي في الرد المحكم المتين ص 44: (فهذه الآية عامة تشمل حالة