المسألة: 108 اخترعوا نسخ التلاوة لتبرئة أئمتهم من القول بالتحريف!
اخترع علماء السلطة مقولة (نسخ التلاوة) لتخليص أئمتهم ومصادرهم من القول بتحريف القرآن! ومعناها أن كل الآيات التي زعم أئمتهم كعمر وأبي موسى وعائشة وغيرهم أنها من القرآن، قد كانت منه بالفعل، لكنها نسخت تلاوتها بعد ذلك، ورفعت من القرآن وبقي حكمها!
لكن نسخ التلاوة لا يعالج كل مقولاتهم في تحريف القرآن، كقول عمر وغيره إنه ذهب ثلثا القرآن بموت النبي صلى الله عليه وآله أو كثير منه، ولا بدعة عمر في الأحرف السبعة، وفتواه بجواز تغيير ألفاظ القرآن، وغيرها!
وحتى الآيات التي زعموا أنها من القرآن، فإن نسخ التلاوة لا يعالج إلا جزء ضئيلا منها، فعائشة مثلا تقول إن الآيات التي أكلتها السخلة كانت مما يقرأ من القرآن حتى توفي النبي صلى الله عليه وآله! وبذلك تنفي أن تكون منسوخة في حياة النبي صلى الله عليه وآله، ولا نسخ بعد وفاته صلى الله عليه وآله!
وكذلك نرى أن نصوص أكثر الآيات الأخرى المزعومة تأبى عليهم أنها نسخت، وتلك التي لا يأبى نصها نسخ تلاوتها، لم يرد نص بنسخها، فيكون قولهم بالنسخ قولا بدون دليل!
وقد عدد ابن الجوزي في مقدمة كتابه نواسخ القرآن أقسام النسخ، وحاول تطبيق نسخ التلاوة على مقولات أئمتهم بالتحريف! قال في ص 33:
فالقسم الأول: ما نسخ رسمه وحكمه. وروى له مثلا عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، أن رهطا من أصحاب النبي (ص) أخبروه أنه قام رجل منهم من