(حدثنا الحسن بن عثمان قال: حدثنا الربيع بن بدر، عن سوار بن شبيب قال: دخلت على ابن الزبير في نفر، فسألته عن عثمان لم شقق المصاحف ولم حمى الحمى؟ فقال قوموا فإنكم حرورية، قلنا: لا والله ما نحن حرورية. قال: قام إلى أمير المؤمنين عمر رجل فيه كذب وولع!! فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القراءة، فكان عمر قد هم أن يجمع المصاحف فيجعلها على قراءة واحدة، فطعن طعنته التي مات فيها، فلما كان في خلافة عثمان، قام ذلك الرجل فذكر له، فجمع عثمان المصاحف، ثم بعثني إلى عائشة فجئت بالصحف التي كتب فيها رسول الله القرآن، فعرضناها عليها حتى قومناها، ثم أمر بسائرها فشققت). انتهى.
فقد اعترض سوار ورفقاؤه القراء على عثمان لأنه وحد نسخة القرآن ومزق الباقي! وقد تعودوا هم على الاختلاف وتعلموا من عمر أن القرآن نزل على سبعة نسخ كلها صحيحة!
ودافع ابن الزبير عن عثمان بأنه لم يخالف عمر، فقد كان عمر ينوي توحيد نسخة القرآن، والتنازل عن الأحرف السبعة!
وقال لهم ابن الزبير إن السبب في نية عمر تلك، أنه يوجد (رجل فيه كذب وولع) كان يصر عليه بهذا العمل، ثم (قام ذلك الرجل) وأخذ يصر على عثمان، فجمع القرآن من مصحف خالتي عائشة!
فهذا الرجل الكبير الحكيم الذي كان السبب في توحيد نسخة القرآن هو الذي يكرهه عبد الله بن الزبير ويصفه بأنه (فيه ولع وكذب) وهو الذي واصل مسعاه مع عثمان حتى نجح في هدفه!
فمن هو هذا الشخص الحكيم الحريص على قرآن المسلمين؟!