المسألة: 22 عدم فهمهم لآيات التوسل الثلاث قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون). (سورة المائدة: 35) فقد أمر سبحانه بابتغاء الوسيلة أي بالبحث عنها ومعرفتها للتوسل بها إلى الله تعالى، فهي تدل على مشروعية أصل التوسل إليه تعالى بل وجوبه للأمر به. وهو يبطل أصل مقولتهم بأن التوسل إلى الله شرك، فهل أمرنا سبحانه بالشرك؟!
وكلمة (الوسيلة) في الآية مطلقة، تشمل التوسل بالأعمال الصالحة والأولياء الصالحين. وقد حاول ابن تيمية وأتباعه أن يضيقوا إطلاقها ويحصروا مدلولها بالتوسل بالأعمال دون الأشخاص، ثم قالوا إنها تشمل الأشخاص الأحياء دون الأموات لأنهم لا ينفعون! ولا دليل لهم على ذلك إلا الاستحسان والتحكم!
* * وقال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما). (سورة النساء: 64) والمجئ إلى الرسول صلى الله عليه وآله في الآية مطلق، يشمل المجئ إليه في حياته والمجئ إلى قبره الشريف بعد وفاته، وهكذا فهم المسلمون الآية وطبقوها. لكن ابن تيمية حصر المجئ إليه صلى الله عليه وآله بحياته فقط، واستدل عليه بأن النبي لا ينفع بعد موته، والتوسل به شرك أكبر!
* *