أي أنهم رغم كل خبثهم وشيطنتهم، هم من الحمق، وقلة العقل إلى حد: انهم أصبحوا سماعين للكذب، الذي ينبت النفاق (1). وهو فساد كل شئ (2). وجعلت الخبائث في بيت، وجعل مفتاحه الكذب (3)، إلى غير ذلك مما يوضح: أن الكذب هو أم الخبائث، وأساس الموبقات.
نعم لقد بلغ الحمق وقلة العقل بهم حدا، أصبحوا معه بحيث يستهويهم الكذب، وأصبح له دور رئيس في حياتهم وتعاملهم، فهم سماعون له، بملء ء إرادتهم، ومع مزيد من الانس به، والألف له.
كما أنهم قد رضوا بأن يكونوا آلات ودمى طيعة بأيدي الآخرين، الذين يرون: أن الحفاظ على امتيازاتهم الظالمة، لن يكون إلا في ظل مقاومة دعوة الاسلام، التي هي دعوة الحق والعدل والخير والامن والسلام، والنعمة، والبركات.
ويلاحظ هنا: أنه سبحانه وتعالى قد كرر عبارة * (سماعون للكذب) *، ولعله يشير بذلك إلى أن تعاملهم قائم على أساس مواصلة السماع للكذب، الذي هو أحد أهم مناشئ البلايا والمصائب، والنكبات، حينما يكون ثمة من يتخذ الكذب شعاره، ودثاره، فهو يتحرك، ويخطط، ويتعامل على أساسه، عن سابق إرادة، واختيار وسابق معرفة وتصميم، حيث رضي بأن يكون الكذب رائد انطلاقته في الحياة، بهدف الحصول على الامتيازات الظالمة واللا مشروعة، والحفاظ عليها.
نعم لقد كرر سبحانه ذلك ليؤكد على مدى حمقهم وقلة عقلهم،