وأجابوا عن ذلك: بأن اليهود إنما جاؤوا يسألون النبي (صلى الله عليه وآله) عن الحكم الذي عنده، وقد قال سبحانه: * (وان أحكم بينهم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم) *.
فمراجعته للتوراة، إنما كانت من أجل أن يثبت لليهود، أن حكم التوراة لا يخالف حكم القرآن (1).
هذا كله عدا عن الأحاديث التي أشرنا إليها في عدة مواضع، من أنه (صلى الله عليه وآله) كان يخالف اليهود في كل مورد، حتى قالوا: (إن محمدا يريد أن لا يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه) (2).
9 - وأما أنه (صلى الله عليه وآله) قد رجم اليهوديين في أول قدومه المدينة، أو في السنة الرابعة، ويؤيد الأول ذكر كعب بن الاشراف في عدد من النصوص، مع أن كعبا قد قتل قبل السنة الرابعة بمدة طويلة، أما ذلك فيرد عليه:
أ: إنهم يقولون: إن عبد الله بن الحرث بن جزء قد حضر ذلك، وعبد الله إنما قدم المدينة مسلما بعد فتح مكة.
ب: إنه يظهر من حديث ابن عباس: أنه هو أيضا قد شاهد ذلك، أي وابن عباس إنما قدم المدينة مع أبيه بعد فتح مكة أيضا.
ج: إن الآيات التي يدعى نزولها في هذه المناسبة قد جاءت في سورة المائدة، النازلة في أواخر أيام حياته (صلى الله عليه وآله)، وقد