العباد في مختلف البلاد، لابلاغهم بنسخ تلاوتها، وأمرهم بمحوها من مصاحفهم، وليس ثمة ما يشير إلى ذلك أو يدل على شئ منه، من قريب، ولا من بعيد.
3 - قال السهيلي: (ليس عليه رونق الاعجاز، فيقال: إنه لم ينزل بهذا النظم، بل بنظم معجز، كنظم القرآن) (1).
ولكننا لا نوافق السهيلي على قوله - محيلا على مجهول -: إنه قد نزل بنظم معجز آخر، كنظم القرآن، وذلك لأنه ليس ثمة ما يؤيد، أو يدل على نزوله بنص آخر، بل ظاهر، إن لم يكن صريح النقل هو أن نفس ذلك المنقول كان قرآن، قد نسخت تلاوته.
وإلا فلماذا لم ينقلوا لنا نفس النص المعجز، فهل هذا إلا محض تخرص ورجم بالغيب؟! لا شاهد له، ولا دليل عليه.
4 - ولقد روي في الصحيحين، وغيرهما ما يدل على أن هذه العبارة ليست وحيا، وإنما هي من كلام النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، حكاه للناس نقلا عن المقتولين، أنهم قالوه، تقول الرواية:
إن النبي (صلى الله عليه وآله) نعاهم فقال: (إن أصحابكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم، فقالوا: ربنا أخبر عن إخواننا بما رضينا عنك، ورضيت عنا) (2).
وفي رواية أخرى عن أنس: (بلغ الله نبيه (صلى الله عليه وآله)