هذا بالإضافة إلى النص القائل: إن فقدهم له قد نشأ عنه قولهم:
إنه رفع إلى السماء.
ثالثا: لقد روى ابن مندة بأسناده عن أيوب بن سنان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن عامر بن فهيرة، قال: تزود أبو بكر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جيش العسرة بنحي من سمن، وعكيكة من عسل، على ما كنا عليه من الجهد (1).
ومعنى ذلك هو أن عامر بن فهيرة قد كان حيا إلى ما بعد ست سنين أو أكثر من غزوة بئر معونة، حيث كان تجهيز جيش العسرة إلى تبوك.
ولكن أبا نعيم قال: أظهر - يعني: ابن مندة - في روايته هذا الحديث غفلته وجهالته، فإن عامرا لم يختلف أحد من أهل النقل: أنه استشهد يوم بئر معونة، وأجمعوا: أن جيش العسرة هو غزوة تبوك، وبينهما ست سنين، فمن استشهد ببئر معونة، كيف يشهد جيش العسرة.
وصوابه: أنه تزود مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مخرجه إلى الهجرة، والحق مع أبي نعيم أخرجه الثلاثة) (2).
ولكننا نقول:
إن تأكيد البعض على أنه لم يشترك في السرية إلا أنصاري واستثنى البعض عمرو بن أمية، يدل على أن عامر بن فهيرة لم يكن في هذه السرية.
وكذلك رواية ابن مندة المتقدمة تدل على ذلك.
وأما ما ذكره أهل المغازي، فإن معظمهم تبع لابن إسحاق، وعيال