عليه، وعلى الواقدي، وقد نص الواقدي على عدم حضور أي مهاجري في السرية، فالنصوص على استشهاده ببئر معونة تنتهي إلى أفراد معدودين، ولا يجدي إجماع من هذا القبيل وصرف حديث التزود إلى قضية الهجرة يحتاج إلى ما يثبته ويدل عليه.
والخلاصة: أن ما ذكره ابن مندة يوجب الشك في ما روي من استشهاده يوم بئر معونة، بالإضافة إلى دعوى أنه لم يكن مهاجري في السرية إلا الضمري، أو بدونه أيضا.
ورابعا: إننا نجد: أن حسان بن ثابت، وأنس بن عباس السلمي، وعبد الله بن رواحة قد رثوا من شهداء بئر معونة كلا من:
المنذر بن عمرو ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي (1).
مع أنه لو كان عامر بن فهيرة قد رفع إلى السماء، وأن الملائكة دفنته وان جثته قد فقدت من بين القتلى، إلخ... لكان المناسب أن يذكر المسلمون في أشعارهم، وللزم أن يحتجوا على المشركين، وعلى كل أحد بهذه الكرامة الظاهرة في كل مناسبة وموقف.
ولكان المناسب أن يترك شعراء كل أحد، ويخصصوا كل قصائدهم به وفيه، ولسارت بذلك الركبان.
وخامسا: قال دحلان: (وفي هذا تعظيم لعامر بن فهيرة رضي الله عنه، وترهيب للكفار وتخويف، ومن ثم تكرر سؤال ابن الطفيل عن ذلك) (2).