يومئذ بالحيرة يأمره بإزعاج زيد وزيد يذكر أنه ينازع بعض آل طلحة بن عبيد الله في مال بينه وبينهم بالمدينة فيكتب العامل بذلك إلى يوسف فيقره أياما ثم يبلغه أن الشيعة تختلف إليه فيكتب إليه أن أخرجه ولا تؤخره وإن ادعى أنه ينازع فليجر جريا وليوكل من يقوم مقامه فيما يطالب به وقد بايعه جماعة منهم سلمة بن كهيل ونصر بن خزيمة العبسي ومعاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري وحجية ابن الاخلج الكندي وناس من وجوه أهل الكوفة فلما رأى ذلك داود بن علي قال له يا ابن عم لا يغرنك هؤلاء من نفسك ففي أهل بيتك لك عبرة وفى خذلان هؤلاء إياهم فقال يا داود ان بنى أمية قد عتوا وقست قلوبهم فلم يزل به داود حتى عزم على الشخوص فشخصا حتى بلغا القادسية وذكر عن أبي عبيدة أنه قال اتبعوه إلى الثعلبية وقالوا له نحن أربعون ألفا إن رجعت إلى الكوفة لم يتخلف عنك أحد وأعطوه المواثيق والايمان المغلظة فجعل يقول إني أخاف أن تخذلوني وتسلموني كفعلكم بأبي وجدى فيحلفون له فيقول داود بن علي يا ابن عم إن هؤلاء يغرونك من نفسك أليس قد خذلوا من كان أعز عليهم منك جدك علي بن أبي طالب حتى قتل والحسن من بعده بايعوه ثم وثبوا عليه فانتزعوا رداءه من عنقه وانتهبوا فسطاطه وجرحوه أوليس قد أخرجوا جدك الحسين وحلفوا له بأوكد الايمان ثم خذلوه وأسلموه ثم لم يرضوا بذلك حتى قتلوه فلا تفعل ولا ترجع معهم فقالوا ان هذا لا يريد أن تظهر أنت ويزعم أنه وأهل بيته أحق بهذا الامر منكم فقال زيد لداود إن عليا كان يقاتله معاوية بدهائه ونكرائه بأهل الشأم وإن الحسين قاتله يزيد بن معاوية والامر عليهم مقبل فقال له داود إني لخائف إن رجعت معهم أن لا يكون أحد أشد عليك منهم وأنت أعلم ومضى داود إلى المدينة ورجع زيد إلى الكوفة وقال عبيد بن جناد عن عطاء بن مسلم الخفاف قال كتب هشام إلى يوسف أن أشخص زيدا إلى بلده فإنه لا يقيم ببلد غيره فيدعو أهله إلا أجابوه فأشخصه فلما كان بالثعلبية أو القادسية لحقه المشائيم يعنى أهل الكوفة فردوه وبايعوه فأتاه سلمة بن كهيل فاستأذن عليه فأذن له فذكر قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقه
(٤٨٨)