هذا الزمان الذي يهلك فيه بنو أمية فأقام بالكوفة فجعل يوسف بن عمر يسأل عنه فيقال هو هاهنا فيبعث إليه أن اشخص فيقول نعم ويعتل له بالوجع فمكث ما شاء الله ثم سأل أيضا عنه فقيل له هو مقيم بالكوفة بعد لم يبرح فبعث إليه فاستحثه بالشخوص فاعتل عليه بأشياء يبتاعها وأخبره أنه في جهازه ورأى جد يوسف في أمر فتهيأ ثم شخص حتى أتى القادسية وقال بعض الناس أرسل معه رسولا حتى بلغه العذيب فلحقته الشيعة فقالوا له أين تذهب عنا ومعك مائة ألف رجل من أهل الكوفة يضربون دونك بأسيافهم غدا وليس قبلك من أهل الشأم إلا عدة قليلة لو أن قبيلة من قبائلنا نحو مذحج أو همدان أو تميم أو بكر نصبت لهم لكفتكهم بإذن الله تعالى فننشدك الله لما رجعت فلم يزالوا به حتى ردوه إلى الكوفة وأما غير أبى مخنف فإنه قال ما ذكر عبيد بن جناد عن عطاء بن مسلم أن زيد بن علي لما قدم على يوسف قال له يوسف زعم خالد أنه قد أودعك مالا قال إني يودعني مالا وهو يشتم آبائي على منبره فأرسل إلى خالد فأحضره في عباة فقال له هذا زيد زعمت أنك قد أودعته مالا وقد أنكر فنظر خالد في وجههما ثم قال أتريد أن تجمع مع إثمك في إثما في هذا وكيف أودعه مالا وأنا أشتمه وأشتم آباءه على المنبر قال فشتمه يوسف ثم رده وأما أبو عبيدة فذكر عنه أنه قال صدق هشام زيدا ومن كان يوسف قرفه بما قرفه به ووجههم إلى يوسف وقال إنهم قد حلفوا إلى وقبلت أيمانهم وأبرأتهم من المال وإنما وجهت بهم إليك لتجمع بينهم وبين خالد فيكذبوه قال ووصلهم هشام فلما قدموا على يوسف أنزلهم وأكرمهم وبعث إلى خالد فأتى به فقال قد حلف القوم وهذا كتاب أمير المؤمنين ببرأتهم فهل عندك بينة بما ادعيت فلم تكن له بينة فقال القوم لخالد ما دعاك إلى ما صنعت قال غلظ على العذاب فادعيت ما ادعيت وأملت أن يأتي الله بفرج قبل قدومكم فأطلقهم يوسف فمضى القرشيان الجمحي والمخزومي إلى المدينة وتخلف الهاشميان داود بن علي وزيد بن علي بالكوفة وذكر أن زيدا أقام بالكوفة أربعة أشهر أو خمسة ويوسف يأمره بالخروج ويكتب إلى عامله على الكوفة وهو
(٤٨٧)