فكيف تنهى عن حربهم وقد كنت أكثر الملوك لهم محاربة قال قد أحسنت إذ سألت عما لا تعلم إني قد جربت قوتكم بقوتي فلم أجدكم تقعون منى موقعا فكنت إذا حاربتهم لم أفلت منهم إلا جريضا وإنكم إن حاربتموهم هلكتم في أول محاربتكم إياهم قال وكان الجيش قد هرب إلى الصين وابن السائحي الذي أخبر أسد بن عبد الله بمسير خاقان إليه فكره محاربة أسد (وفى هذه السنة) خرج المغيرة بن سعيد وبيان في نفر فأخذهم خالد فقتلهم ذكر الخبر عن مقتلهم أما المغيرة بن سعيد فإنه كان فيما ذكر ساحرا * حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن الأعمش قال سمعت المغيرة بن سعيد يقول لو أردت أن أحيى عادا أو ثمود أو قرونا بين ذلك كثيرا لأحييتهم قال الأعمش وكان المغيرة يخرج إلى المقبرة فيتكلم فيرى مثل الجراد على القبور أو نحو هذا من الكلام وذكر أبو نعيم عن النضر بن محمد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قدم علينا رجل من أهل البصرة يطلب العلم فكان عندنا فأمرت جاريتي يوما أن تشترى لي سمكا بدرهمين ثم انطلقت أنا والبصري إلى المغيرة بن سعيد فقال لي يا محمد أتحب أن أخبرك لم افترق حاجباك قلت لا قال أفتحب أن أخبرك لم سماك أهلك محمدا قلت لا قال أما إنك قد بعثت خادمك يشترى لك سمكا بدرهمين قال فنهضنا عنه قال أبو نعيم وكان المغيرة قد نظر في السحر فأخذه خالد القسري فقتله وصلبه وذكر أبو زيد أن أبا بكر بن حفص الزهري قال أخبرني محمد بن عقيل عن سعيد بن مردابند مولى عمرو بن حريث قال رأيت خالدا حين أتى بالمغيرة وبيان في ستة رهط أو سبعة أمر بسريره فأخرج إلى المسجد الجامع وأمر بأطنان قصب ونفط فأحضرا ثم أمر المغيرة أن يتناول طنا فكع عنه وتأنى وصبت السياط على رأسه فتناول طنا فاحتضنه فشد عليه ثم صب عليه وعلى الطن نفط ثم ألهبت فيهما النار فاحترقا ثم أمر الرهط ففعلوا ثم أمر بيانا آخرهم فقدم إلى الطن مبادرا فاحتضنه فقال خالد ويلكم في كل أمر تحمقون هلا رأيتم هذا المغيرة ثم أحرقه قال أبو زيد لما قتل
(٤٥٦)