وندب أسد الناس فانتدب ناس كثير من أهل الشأم وأهل العراق فاستعمل عليهم جعفر بن حنظلة البهراني فساروا ونزلوا مدينة تسمى ورد من أرض جزة فباتوا بها فأصابهم ريح ومطر ويقال أصابهم الثلج فرجعوا ومضى خاقان فنزل على جيغويه الطخارى وانصرف البهراني إلى أسد ورجع أسد إلى بلخ فلقوا خيل الترك التي كانت بمرو الروذ منصرفة لتغير على بلخ فقتلوا من قدروا عليه منهم وكان الترك قد بلغوا بيعة مرو الروذ وأصاب أسد يومئذ أربعة آلاف درع فلما صار ببلخ أمر الناس بالصوم لافتتاح الله عليهم قال وكان أسد يوجه الكرماني في السرايا فكانوا لا يزالون يصيبون الرجل والرجلين والثلاثة وأكثر من الترك ومضى خاقان إلى طخارستان العليا فأقام عند جيغويه الخرلخى تعززا به وأمر بصنيعة الكوسات فلما جفت وصلح أصواتها ارتحل إلى بلاده فلما ورد شروسنة تلقاه خرابغره أبو خاناخره جد كاوس أبى أفشين باللعابين وأعدله هدايا ودواب له ولجنده وكان الذي بينهما متباعدا فلما رجع منهزما أحب أن يتخذ عنده يدا فأتاه بكل ما قدر عليه ثم أتى خاقان بلاده وأخذ في الاستعداد للحرب ومحاصرة سمرقند وحمل الحارث ابن سريج وأصحابه على خمسة آلاف برذون وفرق براذين في قواد الترك فلاعب خاقان يوما كورصول بالنرد على خطر تدرجة فقمر كورصول الترقشي فطلب منه التدرجة فقال أنثى فقال الآخر ذكر فتنازعا فكسر كورصول يد خاقان فحلف خاقان ليكسرن يد كورصول وبلغ كورصول فتنحى وجمع جمعا من أصحابه فبيت خاقان فقتله فأصبحت الترك فتفرقوا عنه وتركوه مجردا فأتاه زريق بن طفيل الكشاني وأهل بيت الحموكيين وهم من عظماء الترك فحمله ودفنه وصنع به ما يصنع بمثله إذا قتل فتفرقت الترك في الغارات بعضها على بعض وانحاز بعضهم إلى الشاش فعند ذلك طمع أهل السغد في الرجعة إليها قال فلم يسلم من خيل الترك التي تفرقت في الغارات إلازر بن الكسي فإنه سلم حتى صار إلى طخارستان وكان أسد بعث من مدينة بلخ سيف بن وصاف العجلي على فرس فسار حتى نزل الشبورقان قال وفيها إبراهيم بن هشام مسلحة فحمله منها على البريد حتى قدم على خالد بن عبد الله
(٤٥٣)