أهكذا رأيكم إذ حضر الناس رفعتم الأبنية فأمر به فحط وهاجت ريح الحرب التي تسمى الهفافة فهزمهم الله واستقبلوا القبلة يدعون الله ويكبرون وأقبل خاقان في قريب من أربعمائة فارس عليهم الحمرة وقال لرجل يقال له سورى إنما أنت ملك الجوزجان إن أسلمت العرب فمن رأيت من أهل الجوزجان وقد أتاه فاقتله وقال الجوزجان لعثمان بن عبد الله بن الشخير إني لا علم ببلادي وطرقها فهل لك في أمر فيه هلاك خاقان ولك فيه ذكر ما بقيت قال ما هو قال تتبعني قال نعم فأخذ طريقا يسمى ورادك فأشرفوا على طوقات خاقان وهم آمنون فأمر خاقان بالكوسات فضربت ضربة الانصراف وقد شبت الحرب فلم يقدر الترك على الانصراف ثم ضربت الثانية فلم يقدروا ثم ضربت الثالثة فلم يقدروا لاشتغالهم فحمل ابن الشخير والجوزجان على الطوقات وولى خاقان مدبرا منهزما فحوى المسلمون عسكرهم وتركوا قدورهم تغلى ونساء من نساء العرب والمواليات ومن نساء الترك ووحل بخاقان برذونه فحماه الحارث بن سريج قال ولم يعلم الناس أنه خاقان ووجد عسكر الترك مشحونا من كل شئ من آنية الفضة وصناجات الترك وأراد الخصي أن يحمل امرأة خاقان فأعجلوه عن ذلك فطعنها بخنجر فوجدوها تتحرك فأخذوا خفها وهو من لبود مضرب قال فبعث أسد بجواري الترك إلى دهاقين خراسان واستنقذ من كان في أيديهم من المسلمين قال وأقام أسد خمسة أيام قال فكانت الخيول التي فرق تقبل فيصيبهم أسد فاغتنم الظفر وانصرف إلى بلخ يوم التاسع من خروجه فقال ابن السجف المجاشعي لو سرت في الأرض تقيس الارضا * تقيس منها طولها والعرضا لم تلق خيرا مرة ونقضا * من الأمير أسد وأمضا أفضى إلينا الخير حين أفضى * وجمع الشمل وكان رفضا ما فاته خاقان إلا ركضا * قد فض من جموعه ما فضا يا ابن سريج قد لقيت حمضا * حمضابه يشفى صداع المرضا قال وارتحل أسد فنزل جزة الجوزجان من غد وخاقان بها فارتحل هاربا منه
(٤٥٢)