فأخبره ففظع به هشام فلم يصدقه وقال للربيع حاجبه ويحك إن هذا الشيخ قد أتانا بالطامة الكبرى إذا كان صادقا ولا أراه صادقا اذهب فعده ثم سله عما يقوله واتني بما يقول فانطلق إليه ففعل الذي أمره به فأخبره الذي أخبر به هشاما قال فدخل عليه أمر عظيم فدعا به بعد فقال من القاسم بن بخيت منكم قال ذلك صاحب العسكر قال فإنه قد أقبل قال فإن كان قد أقبل فقد فتح الله على أمير المؤمنين وكان أسد وجهه حين فتح الله عليه فأقبل القاسم بن بخيت فكبر على الباب ثم دخل يكبر وهشام يكبر لتكبيره حتى انتهى إليه فقال الفتح يا أمير المؤمنين وأخبره الخبر فنزل هشام عن سريره فسجد سجدة الشكر وهى واحدة عندهم قال فحسدت القيسية أسدا وخالدا وأشاروا على هشام أن يكتب إلى خالد بن عبد الله فيأمر أخاه أن يوجه مقاتل بن حيان فكتب إليه فدعا أسد مقاتل بن حيان على رؤوس الناس فقال سر إلى أمير المؤمنين فأخبره بالذي عاينت وقل الحق فإنك لا تقول غير الحق إن شاء الله وخذ من بيت المال حاجتك قالوا إذا لا يأخذ شيئا قال أعطه من المال كذا وكذا ومن الكسوة كذا وكذا وجهزه فسار فقدم على هشام بن عبد الملك وهو والأبرش جالسان فسأله فقال غزونا الختل فأصبنا أمرا عظيما وانذر أسد بالترك فلم نحفل بهم حتى لحقوا واستنفذوا من غنائمنا واستباحوا بعض عسكرنا ثم دفعونا دفعة قريبا من خلم فانتهى الناس إلى مشاتيهم ثم جاءنا مسير خاقان إلى الجوزجان ونحن قريبو العهد بالعدو فسار بنا حتى التقينا برستاق بيننا وبين أرض الجوزجان فقاتلناهم وقد حاذوا ذراري من ذراري المسلمين فحملوا على ميسرتنا فكشفوهم ثم حملت ميمنتنا عليهم فأعطانا الله عليهم الظفر وتبعناهم فراسخ حتى استبحنا عسكر خاقان فأجلى عنه وهشام متكئ فاستوى جالسا عند ذكره عسكر خاقان فقال ثلاثا أنتم استبحتم عسكر خاقان قال نعم قال ثم ما ذا قال دخلوا الختل فانصرفوا قال هشام إن أسدا لضعيف قال مهلا يا أمير المؤمنين ما أسد بضعيف وما أطاق فوق ما صنع فقال له هشام حاجتك قال إن يزيد بن المهلب أخذ من أبى حيان مائة ألف درهم بغير حق فقال له هشام لا أكلفك شاهدا احلف بالله انه كما قلت فحلف
(٤٥٤)