أنزل أيها الأمير رجالك فضرب وجه دابته وقال لو أطعت يا مجشر ما كنا قدمنا ههنا وسار غير بعيد وقال يا أهل الصباح أنزلوا فنزلوا وقربوا دوابهم وأخذوا النبل والقسي قال وخاقان في مرج قد بات فيه تلك الليلة قال وقال عمرو بن أبي موسى ارتحل أسد حين صلى الغداة فمر بالجوزجان وقد استباحها خاقان حتى بلغت خيله الشبورقان قال وقصور الجوزجان إذ ذاك ذليلة قال وأتاه المقدام بن عبد الرحمن ابن نعيم الغامدي في مقاتلته وأهل الجوزجان وكان عاملها فعرضوا عليه أنفسهم فقال أقيموا في مدينتكم وقال للجوزجان بن الجوزجان سر معي وكان على التعبية القاسم بن بخيت المراغي فجعل الأزد وبنى تميم والجوزجان بن الجوزجان وشاكريته ميمنته وأضاف إليهم أهل فلسطين عليهم مصعب بن عمرو الخزاعي وأهل قنسرين عليهم صفراء بن أحمر وجعل ربيعة ميسرة عليهم يحيى بن حضين وضم إليهم أهل حمص عليهم جعفر بن حنظلة البهراني وأهل الأزد وعليهم سليمان بن عمرو المقرى من حمير وعلى المقدمة منصور بن مسلم البجلي وأضاف إليهم أهل دمشق عليهم حملة بن نعيم الكلبي وأضاف إليهم الحرس والشرطة وغلمان أسد قال وغبى خاقان الحارث بن سريج وأصحابه وملك السغد وصاحب الشاش وخرابغره أبا خاناخره جد كاوس وصاحب الختل وجيغويه والترك كلهم ميمنة فلما التقوا حمل الحارث ومن معه من أهل السغد والبابية وغيرهم على الميسرة وفيها ربيعة وجندان من أهل الشأم فهزمهم فلم يردهم شئ دون رواق أسد فشدت عليهم الميمنة وهم الأزد وبنو تميم والجوزجان فما وصلوا إليهم حتى انهزم الحارث والأتراك وحمل الناس جميعا فقال أسد اللهم انهم عصوني فانصرهم وذهب الترك في الأرض عباديد لا يلوون على أحد فتبعهم الناس مقدار ثلاثة فراسخ يقتلون من يقدرون عليه حتى انتهوا إلى أغنامهم فاستاقوا أكثر من خمس وخمسين ومائة ألف شاة ودواب كثيرة وأخذ خاقان طريقا غير الجادة في الجبل والحارث بن سريج يحميه ولحقهم أسد عند الظهر ويقال لما واقف أسد خاقان يوم خريستان كان بينهم نهر عميق فأمر أسد برواقه فرفع فقال رجل من بنى قيس بن ثعلبة يا أهل الشأم
(٤٥١)