وهو يومئذ خليفة الكرماني على الأزد ابغنى خمسين رجلا ودابة أخلفهم على هذه القنطرة فلا تدع أحدا ممن جازها أن يرجع إليها فقال مسعود ومن أين أقدر على خمسين رجلا فأمر به فصرع عن دابته وأمر بضرب عنقه فقام إليه قوم فكلموه فكف عنه فلما جاز القنطرة نزل منزلا فأقام فيه حتى أصبح وأراد المقام يومه فقال له العذافر بن زيد ليأتمر الأمير على المقام يومه حتى يتلاحق الناس قال فأمر بالرحيل وقال لا حاجة لنا إلى المتخلفين ثم ارتحل وعلى مقدمته سالم بن منصور البجلي في ثلاثمائة فلقى ثلاثمائة من الترك طليعة لخاقان فأسر قائدهم وسبعة منهم معه وهرب بقيتهم فأتى به أسد قال فبكى التركي قال ما يبكيك قال لست أبكى لنفسي ولكني أبكى لهلاك خاقان قال كيف قال لأنه قد فرق جنوده فيما بينه وبين مرو قال وسار أسد حتى نزل السدرة قرية ببلخ وعلى خيل أهل العالية ريحان بن زياد العامري العبدلي من بنى عبد الله بن كعب قال فعزله وصير على أهل العالية منصور ابن سالم ثم ارتحل من السدرة فنزل خريستان فسمع أسد صهيل فرس فقال لمن هذا فقيل للعقار بن ذعير فتطير من اسمه واسم أبيه فقال ردوه قال إني مقتول غادى على الترك قال أسد قتلك الله ثم سال حتى إذا شارف العين الحارة استقبله بشر ابن رزين أو رزين بن بشر فقال بشارة ورزانة ما وراءك يا رزين قال إن لم تغثنا غلبنا على مدينتنا قال قل للمقدام بن عبد الرحمن يطاول برمحي فسار فنزل من مدينة الجوزجان بفرسخين ثم أصبحنا وقد تراءت الخيلان فقال خاقان للحارث من هذا فقال هذا محمد بن المثنى ورايته ويقال إن طلائع لخاقان انصرفت إليه فأخبرته أن رهجا ساطعا طلع من قبل بلخ فدعا خاقان الحارث فقال ألم تزعم أن أسدا ليس به نهوض وهذا رهج قد أقبل من ناحية بلخ قال الحارث هذا اللص الذي كنت قد أخبرتك أنه من أصحابي فبعث خاقان طلائع فقال انظروا هل ترون على الإبل سرير أو كراسي فجاءته الطلائع فأخبروه أنهم عاينوها فقال خاقان اللصوص لا يحملون الأسرة والكراسي وهذا أسد قد أتاك فسار أسد غلوة فلقيه سالم بن جناح فقال أبشر أيها الأمير قد حزرتهم ولا يبلغون أربعة آلاف وأرجو أن يكون عقيرة الله فقال المجشر بن مزاحم وهو يسايره
(٤٥٠)