الترك فامتنعوا وقد كانوا قاتلوا المسلمين فامتنعوا فأتوا الأعاجم الذين كانوا مع المسلمين فقاتلوهم فأسروا أولادهم فال فأردف كل رجل منهم وصيفا أو وصيفة ثم أقبلوا إلى عسكر أسد عند مغيب الشمس قال وسار أسد بالناس حتى نزل مع الثقل وصبحوا أسدا من الغد وذلك يوم الفطر فكادوا يمنعونهم من الصلاة ثم انصرفوا ومضى أسد إلى بلخ فعسكر في مرجها حتى أتى الشتاء ثم تفرق الناس في الدور ودخل المدينة ففي هذه الغزاة قيل له بالفارسية أزختلان آمديه * يرو تباه آمديه آبار باز آمديه * خشنك نزار آمديه قال وكان الحارث بن سريج بناحية طخارستان فانضم إلى خاقان فلما كان ليلة الأضحى قيل لأسد إن خاقان نزل جزه فأمر بالنيران فرفعت على المدينة فجاء الناس من الرساتيق إلى مدينة بلخ فأصبح أسد فصلى وخطب الناس وقال إن عدو الله الحارث بن سريج استجلب طاغيته ليطفئ نور الله ويبدل دينه والله مذله إن شاء الله وإن عدوكم الكلب أصاب من إخوانكم من أصاب وإن يرد الله نصركم لم يضركم قلتكم وكثرتهم فاستنصروا الله وقال إنه بلغني أن العبد أقرب ما يكون إلى الله إذا وضع جبهته لله وإني نازل وواضع جبهتي فادعوا الله واسجدوا لربكم وأخلصوا له الدعاء ففعلوا ثم رفعوا رؤسهم وهم لا يشكون في الفتح ثم نزل عن المنبر وضحى وشاور الناس في المسير إلى خاقان فقال قوم أنت شاب ولست ممن تخوف من غارة على شاة ودابة تخاطر بخروجك قال والله لأخرجن فإما ظفر وإما شهادة ويقال أقبل خاقان وقد استمد من وراء النهر وأهل طخارستان وجيغويه الطخاري بملوكهم وشاكريتهم بثلاثين ألفا فنزلوا خلم وفيها مسلحة عليها أبو العوجاء بن سعيد العبدي فناوشهم فلم يظفروا منه بشئ فساروا على حاميتهم في طريق فيروز بخشين من طخارستان فكتب أبو العوجاء إلى أسد بمسيرهم قال فجمع الناس فأقرأهم كتاب أبى العوجاء وكتاب الفرافصة صاحب مسلحة جزة بعد مرور خاقان به فشاور أسد الناس فقال قوم تأخذ بأبواب مدينة بلخ وتكتب إلى خالد والخليفة تستمده
(٤٤٨)