ينبغي له أن يلعنه في هذه المواطن الصالحة قال فشق على هشام وثقل عليه كلامه ثم قال ما قدمنا لشتم أحد ولا للعنه قدمنا حجاجا ثم قطع كلامه وأقبل على فقال يا عبد الله بن ذكوان فرغت مما كتبت إليك فقلت نعم فقال أبو الزناد وثقل على سعيد ما حضرته يتكلم به عند هشام فرأيته منكسرا كلما رآني (وفى هذه السنة) كلم إبراهيم بن محمد بن طلحة هشام بن عبد الملك وهشام واقف قد صلى في الحجر فقال له أسألك بالله وبحرمة هذا البيت والبلد الذي خرجت معظما لحقه إلا رددت على ظلامتي قال أي ظلامة قال داري قال فأين كنت عن أمير المؤمنين عبد الملك قال ظلمني والله قال فعن الوليد بن عبد الملك قال ظلمني والله قال فعن سليمان قال ظلمني قال فعن عمر بن عبد العزيز قال يرحمه الله ردها والله على قال فعن يزيد بن عبد الملك قال ظلمني والله هو قبضها منى بعد قبضي لها وهى في يديك قال هشام أما والله لو كان فيك ضرب لضربتك فقال إبراهيم في والله ضرب بالسيف والسوط فانصرف هشام والأبرش خلفه فقال أبا مجاشع كيف سمعت هذا اللسان قال ما أجود هذا اللسان قال هذه قريش وألسنتها ولا يزال في الناس بقايا ما رأيت مثل هذا (وفى هذه السنة) قدم خالد ابن عبد الله القسري أميرا على العراق (وفيها) استعمل خالد أخاه أسد بن عبد الله أميرا على خراسان فقدمها ومسلم بن سعيد غاز بفرغانة فذكر عن أسد أنه لما أتى النهر ليقطع منعه الأشهب بن عبيد التميمي أحد بنى غالب وكان على السفن بآمل فقال له أسد اقطعني فقال لا سبيل إلى إقطاعك لانى نهيت عن ذلك قال لا طفوه وأطمعوه فأبى قال فإني الأمير ففعل فقال أسد اعرفوا هذا حتى نشركه في أمانتنا فقطع النهر فأتى السغد فنزل مرجها وعلى خراج سمرقند هانئ بن هانئ فخرج في الناس يتلقى أسدا فأتوه بالمرج وهو جالس على حجر فتفاءل الناس فقالوا أسد على حجر ما عند هذا خير فقال له هانئ أقدمت أميرا فنفعل بك ما نفعل بالأمراء قال نعم قدمت أميرا ثم دعا بالغداء فتغدى بالمرج وقال من ينشط بالمسير وله أربعة عشر درهما ويقال قال ثلاثة عشر درهما وها هي في كمي وإنه ليكى ويقول إنما
(٣٨٥)