غدوا وعشيا وقد رجوت أن يكون ذلك من أمرهم سبب هلاكهم إن شاء الله والسلام فكتب إليه أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر فيه اختلاف الخوارج بينها فإذا أتاك كتابي هذا فناهضهم على حال اختلافهم وافتراقهم قبل أن يجتمعوا فتكون مؤنتهم عليك أشد والسلام فكتب إليه أما بعد فقد بلغني كتاب الأمير وكل ما فيه قد فهمت ولست أرى أن أقاتلهم ما داموا يقتل بعضهم بعضا وينقص بعضهم عدد بعض فإن تموا على ذلك فهو الذي نريد وفيه هلاكهم وإن اجتمعوا لم يجتمعوا إلا وقد رقق بعضهم بعضا فأناهضهم على تفيئة ذلك وهم أهون ما كانوا وأضعفه شوكة إن شاء الله والسلام فكف عنه الحجاج وتركهم المهلب يقتتلون شهرا لا يحركهم ثم إن قطريا خرج بمن اتبعه نحو طبرستان وبايع عامتهم عبد رب الكبير فنهض إليهم المهلب فقاتلوه قتالا شديدا ثم إن الله قتلهم فلم ينج منهم إلا قليل وأخذ عسكرهم وما فيه وسبوا لانهم كانوا يسبون المسلمين وقال كعب الأشقري والأشقر بطن من الأزد يذكر يوم رام هرمز وأيام سابور وأيام جيرفت يا حفص إني عدانى عنكم السفر * وقد أرقت فآذى عيني السهر علقت يا كعب بعد الشيب غانية * والشيب فيه عن الأهواء مزدجر أممسك أنت عنها بالذي عهدت * أم حبلها إذ نأتك اليوم منبتر علقت خودا بأعلى الطف منزلها * في غرفة دونها الأبواب والحجر درما مناكبها ريا مآكمها * تكاد إذ نهضت للمشي تنبتر وقد تركت بشط الزابيين لها * دارا بها يسعد البادون والحضر واخترت دارا بها حي أسر بهم * ما زال فيهم لمن فيهم لمن نختارهم خير لما نبت بي بلادي سرت منتجعا * وطالب الخير مرتاد ومنتظر أبا سعيد فإني جئت منتجعا * أرجو نوالك لما مسني الضرر لولا المهلب ما زرنا بلادهم * ما دامت الأرض فيها الماء والشجر فما من الناس من حي علمتهم * إلا يرى فيهم من سيبكم أثر
(١٢٢)