كذا وكذا قال تثبت أصلحك الله ولا تسمعن قول ابن المحلوقة فحبسه وأخذ جاريته العارمة فحبسها وحبس الأحنف بن عبد الله العنبري وقال أنت ممن أشار على بكير بالخلع * فلما كان من الغد أخرج بكيرا فشهد عليه بحير وضرار وعبد العزير ابن جارية أنه دعاهم إلى خلعه والفتك به فقال أصلحك الله تثبت فإن هؤلاء أعدائي فقال أمية لزياد بن عقبة وهو رأس أهل العالية ولا بن ولان العدوي وهو يومئذ من رؤساء بنى تميم وليعقوب بن خالد الذهلي أتقتلونه فلم يجيبوه فقال لبحير أتقتله قال نعم فدفعه إليه فنهض يعقوب بن القعقاع الأعلم الأزدي من مجلسه وكان صديقا لبكير فاحتضن أمية وقال أذكرك الله أيها الأمير في بكير فقد أعطيته ما أعطيته من نفسك قال يا يعقوب ما يقتله إلا قومه شهدوا عليه فقال عطاء ابن أبي السائب الليثي وهو على حرس أمية خل عن الأمير قال لا فضربه عطاء بقائم السيف فأصاب أنفه فأدماه فخرج ثم قال لبحير يا بحير إن الناس أعطوا بكيرا ذمتهم في صلحه وأنت منهم فلا تخفر ذمتك قال يا يعقوب ما أعطيته ذمة ثم أخذ بحير سيف بكير الموصول الذي كان أخذه من إسوار الترجمان ترجمان ابن خازم فقال له بكير يا بحير إنك تفرق أمر بنى سعد إن قتلتني فدع هذا القرشي يلي منى ما يريد فقال بحير لا والله يا ابن الأصبهانية لا تصلح بنو سعد ما دمنا حيين قال فشأنك يا ابن المحلوقة فقتله وذلك يوم جمعة وقتل أمية ابني أخي بكير ووهب جارية بكير العارمة لبحير وكلم أمية في الأحنف بن عبد الله العنبري فدعا به من السجن فقال وأنت ممن أشار على بكير وشتمه وقال قد وهبتك لهؤلاء قال ثم وجه أمية رجلا من خزاعة إلى موسى بن عبد الله بن خازم فقتله عمرو بن خالد بن حصن الكلابي غيلة فتفرق جيشه فاستأمن طائفة منهم موسى فصاروا معه ورجع بعضهم إلى أمية (وفى هذه السنة) عبر النهر نهر بلخ أمية للغزو فحوصر حتى جهد هو وأصحابه ثم نجوا بعد ما أشرفوا على الهلاك فانصرف والذين معه من الجند إلى مرو وقال عبد الرحمن ابن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة يهجو أمية ألا أبلغ أمية أن سيجزى * ثواب الشر إن له ثوابا
(١٣٣)