على عين التمر حتى تقدموا الكوفة إن شاء الله وخذوا حذركم وعجلوا السير والسلام فأقبل القوم سراعا قال وقدم عتاب بن ورقاء في الليلة التي قال الحجاج إنه قادم عليكم فيها فأمره الحجاج فخرج بالناس فعسكر بهم بحمام أعين وأقبل شبيب حتى انتهى إلى كلو إذا فقطع منها دجلة ثم أقبل حتى نزل مدينة بهر سير الدنيا فصار بينه وبين مطرف بن المغيرة بن شعبة جسر دجلة فلما نزل شبيب مدينة بهر سير قطع مطرف الجسر وبعث إلى شبيب أن ابعث إلى رجالا من وجوه أصحابك أدارسهم القرآن وأنظر فيما تدعو إليه فبعث إليه شبيب رجالا من وجوه أصحابه فيهم قعنب وسويد والمحلل فلما أرادوا أن ينزلوا في السفينة بعث إليهم شبيب ألا تدخلوا السفينة حتى يرجع إلى رسولي من عند مطرف فرجع الرسول وبعث إلى مطرف أن ابعث إلى من أصحابك بعدد أصحابي يكونوا رهنا في يدي حتى ترد على أصحابي فقال مطرف لرسوله القه وقل له كيف آمنك أنا على أصحابي إذا أنا بعثتهم الان إليك وأنت لا تأمنني على أصحابك فرجع الرسول إلى شبيب فأبلغه فأرسل إليه شبيب انك قد علمت أنا لا نستحل الغدر في ديننا وأنتم تفعلونه وتستحلونه فبعث إليه مطرف الربيع بن يزيد الأسدي وسليمان بن حذيفة بن هلال بن مالك المزني ويزيد بن أبي زياد مولاه وصاحب حرسه فلما صاروا في يدي شبيب سرح إليه أصحابه فأتوا مطرفا فمكثوا أربعة أيام يتراسلون ثم لم يتفقوا على شئ فلما تبين لشبيب أن مطرفا غير تابعه ولا داخل معه تهيأ للمسير إلى عتاب بن ورقاء والى أهل الشأم (قال أبو مخنف) فحدثني فروة بن لقيط ان شبيبا دعا رؤوس أصحابه فقال لهم انه لم يثبطني على رأى قد كنت رأيته الا هذا الثقفي منذ أربعة أيام قد كنت حدثت نفسي أن أخرج في جريدة خيل حتى ألقى هذا الجيش المقبل من الشأم رجاء أن أصادف غرتهم أو يحذروا فلا أبالي كنت ألقاهم منقطعين من المصر ليس عليهم أمير كالحجاج يستندون إليه ولا مصر كالكوفة يعتصمون به وقد جاءتني عيوني اليوم فخبروني أن أوائلهم قد دخلوا عين التمر فهم الان قد شارفوا الكوفة وجاءتني عيوني من نحو عتاب بن ورقاء فحدثوني
(٨٧)